كيفية تخطي صعوبات وتحديات الدراسة في الخارج؟

 شعور مختلط يصاحب الطالب عند التفكير في أمر الدراسة في الخارج، فهنا الطموح نحو مستقبل أفضل يمتزج مع القلق والخوف من فكرة الاغتراب؛ فيبدأ التحدي أمام الطلاب منذ تحديد أي بلد سيكون الترحال إليها ليتركوا الوطن وربما الأهل ويتجهون فرادى نحو مجتمع جديد بثقافة مختلفة، ثم يأتي تحديد الجامعة لتصبح هي الأخرى قرارا صعبا يختار فيه الطالب وجهته المثالية لاستكمال الرحلة التعليمية.

كيفية تخطي صعوبات وتحديات الدراسة في الخارج؟


وفي ظل هذا الشعور الذي يتصاعد في عقول الطلاب الوافدين بمجرد التفكير في السفر للدراسة وربما يعطل كثيرا منهم عن اتخاذ الخطوة ويعرقل طموحهم هذا، ينطلق كثير من الطلاب الدوليين نحو مصر! فقد أصدرت الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين بوزارة التعليم العالي التابعة لجمهورية مصر العربية إحصائية بشأن عدد الطلاب غير المصريين المتقدمين للالتحاق بالجامعات المصرية عام 2021/2022، والتي أفادت بأن عدد الطلاب المُتقدمين للمرحلة الجامعية الأولى وصل إلى 25701 طالب، بينما وصلت أعداد الطلاب المتقدمين لمرحلة الدراسات العليا إلى 10138 طالبًا، وهو ما يعد تزايدا ملحوظا في أعداد هؤلاء الطلاب الدوليين المتوجهين نحو مصر من أجل الالتحاق بالحياة الجامعية هناك.

فلماذا مصر هي التي يتجه إليها هؤلاء الطلاب مؤخرا دون تردد على الرغم من أن الجامعات الأوروبية والأمريكية تعد حلما يراود الطلاب وخاصة العرب منذ سنوات طويلة ماضية!

الدراسة في مصر ومقارنتها بالدراسة في الخارج!

كثير من الطلاب داخل الوطن العربي يطمحون في السفر إلى الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية من أجل الحصول على مستوى دراسي متميز داخل رحلة تعليمية متقدمة تتوج بمؤهل جامعي ممنوح من إحدى الجامعات الدولية الكبيرة، فيكون هذا هو الهدف الرئيسي وتأتي أماني أخرى تدعم هذا الهدف ولكن يبقى منها ما هو سلاح ذو حدين.

فعلي سبيل المثال تأتي الرغبة في التعرف على الثقافات المختلفة والتقرب للمجتمعات الأوروبية وربما استكمال الحياة هناك من أحد بنوك أهداف الطالب عند التفكير في السفر إلى الخارج، ولكن في الوقت ذاته هذه الثقافة تعد حائلا قد يعوق الفكرة ويلغيها تماما عند المضي قدما نحو التطبيق الفعلي لفكرة السفر والترحال نحو أحد تلك المجتمعات، حيث يشعر الطالب باصطدام مع تلك الثقافات بأفكارها المختلفة تماما عن مجتمعنا العربي ولذلك قصور في التعامل يصيب هذا الطالب يصل في بعض الأحيان إلى حد الوحدة. وبالتالي هناك من لا يستطيع أن يأخذ الخطوة الفعلية للسفر خوفا من هذا أو بالفعل يسافر ولكن سرعان ما يطلب العودة إلى الوطن، وهناك من يكمل مسيرته ولكن برودة الاغتراب تراوده خلال مسيرته الدراسية هذه.

حقيقة الأمر أن هناك دفئا يحتضنا في وطننا العربي وثقافة تجمعنا تزينها اللغة العربية، وهو ما جعل أبناء الأمة العربية يشعرون بقلق من برودة الاغتراب عند التفكير في السفر إلى الخارج، ولذلك أعدادا كبيرة من الطلاب الوافدين العرب يجدون في مصر وجهة مثالية لاستكمال تعليمهم؛ فهناك بجمهورية مصر العربية لا يوجد ما يسمى بانعزال الغربة فالمجتمع المصري ودود بطبعة يسهل الانخراط فيه، كما أن الطالب لا يجد أي فروق ثقافية قد تصيبه بالصدمة مثل المغتربين في المجتمعات الأوروبية.

ولكن يبقى السؤال الأكثر أهمية عالق في أذهان الطلاب "ماذا عن مستوى الدراسة!" فبالبعض يعتقد أن الطلاب المتجهون إلى مصر لم يحققوا معادلة منصفة لمستقبلهم وحياتهم المهنية فصحيح أنهم في قلب الوطن العربي لا يشعرون بغربة يتمتعون ببلد سياحي عربي ولا يتكلفون مصاريف معيشية عالية مثل التي يتكبدها الطلاب المسافرون إلى العالم الغربي ولكن لا ينعمون بمستوى تعليمي راق مثل المحقق في الجامعات الدولية الكبرى. ولكن في ظل مبادرة "أدرس في مصر" لم يكن تعبير المعادلة هذا صحيح!

فباتت الجامعات المصرية تحقق معايير الجودة العالمية وتتسلح بتقنيات حديثة جعلتها تقدم أساليب تعليمية وتكنولوجية متطورة لتسير في رحاب تلك الجامعات الدولية، محسنة للمستوى التعليمي الخاص بها ومرتقية به نحو منافسة الجامعات الواقعة في الدول الأوروبية وبالولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل بدأت في اتخاذ مراكز قوى في إطار المنافسة الدولية هذه، وذلك وفقا لتصنيفات ال Qs للجامعات الدولية.

ولذلك نجد أن كثيرا من الطلاب الوافدين قد أدركوا ما بات يتحقق في الجامعات المصرية ومدى تطور العملية التعليمية بها، فأضحت تلك الجامعات تألف معادلة جديدة تترجم في أن الدراسة في مصر تساوي السفر إلى أحضان مجتمع عربي يقوم على ثقافة عربية ولسان عربي مبين وحيث يتلقى الطالب مستوى تعليميا يضاهي المطبق في المجتمعات الأوروبية ويمنح مؤهل جامعي معتمد من قبل المجتمع الدولي.

بل وجاءت الجامعات الدولية المدشنة على الأراضي المصرية، والتي تقدم نفس المستوى التعليمي والأساليب ذاتها المطبقة في الجامعات الأم بالدول الغربية مانحة شهادة تحمل اسم تلك الجامعة فيحصل الطالب على شهادة من مؤسسة جامعية عالمية دون السفر إلى الغرب وترك الوطن العربي، لتدعم نظرية هذين اللذين وجدوا في مصر وطنا مثاليا يحتضن رحلتهم التعليمية.

الجامعات الدولية والجامعات الحكومية المقامة على الأراضي المصرية

في ظل التقدم المستمر الذي باتت تشهده الحياة الجامعية المصرية أصبحت الجامعات الدولية تتهافت على الأراضي المصرية لعقد اتفاقات دولية ليصبح اسمها مشاركا في تلك العملية التقدمية في التعليم الجامعي المصري، وتمنح تلك الجامعات شهادات تحمل اسم الجامعة الأم بعدما تطبق استراتجياتها التعليمية التكنولوجية في العملية التعليمية مثل المطبقة في الفرع الأصلي للجامعة بدول أوروبا وأمريكا الشمالية، ومن بين تلك الجامعات:

الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

جامعة كوفنتري.

الجامعة الألمانية.

جامعة كندا.

مؤسسة الجامعات الأوروبية.

مؤسسة جلوبال والتابعة لجامعة هيرتفوردشاير.

جامعة اسلسكا.

جامعة برلين الألمانية بالجونة.

الجامعة العربية المفتوحة.

وعلى الصعيد الآخر تأتي الجامعات الحكومية المصرية لتثبت نفسها على ساحة التعليم الجامعي المصري بمناهجها التعليمية الأكاديمية والتطبيقية الشاملة والأسلوب التعليمي التفاعلي والاستراتيجيات المتقدمة التي باتت تطبقها لتنطلق في رحاب الجامعات الدولية بل وتسبق كثير منهم، جامعة بين تطوير العملية التعليمية وعراقة تاريخ يروي عن أقدم جامعات أسست في تاريخ العالم.

فها هي جامعة الأزهر تقف أبية أمام الدهر معلنة عن أكبر مؤسسة تعليمية في العالم والتي تعد ثالث أقدم جامعة بعد جامعتي الزيتونة والقرويين، وظلت على طول الزمن مؤسسة تعليمية بينما توقفت الجامعتان الأوليان أزمانا عن كونهما مؤسستين تعليميتين، وتكون الأزهر بذلك أقدم جامعة مصرية وهي وجهة الراغبين في تعليم علمي وديني متكامل.

هذا وتأتي جامعة القاهرة لتكون في المركز الرابع عربيا من حيث تاريخ الإنشاء والثاني في مصر، وتعد تلك الجامعة من أعرق الجامعات العالمية وهي صاحبة الريادة في تطبيق المنظومة التعليمية المتطورة التي تتبعها الدولة المصرية نحو جامعتها الآن، وهو ما قد يفسر لنا سر الإقبال الشديد من الطلاب الوافدين على تلك الجامعة وهذه التساؤلات التي باتت تنتشر على بحث جوجل ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن شروط القبول في جامعة القاهرة للوافدين.

 ويجد الطلاب الدوليين أن شروط التقديم في الجامعات المصرية ومعدلات القبول سهلة التحقيق، وهو ما يعد هو الآخر نقطة في صف الدراسة في الجامعات المصرية، هذا بالإضافة إلى تكلفة الدراسة  في مصر للطلاب غير المصريين والتي تعد هي الأخرى رمزية في حال مقارنتها بمصاريف الدراسة في الجامعات الغربية والأمريكية.